المشاركات

اعقلها وتوكل

صورة
  تعلّمت أشياء كثيرة وإن كنت متيقّنة من شيء واحد فهو أن الأشياء لا تأتي لمن يفكر فيها ويشغل باله بها، والحياة لا تجاري من يقلق بشأنها أبدا، فهي ستسير كما أراد الله لها لا محاله ولا يمكن أن تُغيّر اتجاهها أبدا.  فلن تحصل على شيء قبل أوانه ولن يقدّم قلقك شيئًا أو يؤخره.  بالمثال يتّضح المقال، وقد خطر على بالي مثالٌ رأيت أنه يمثّل مقصد الكلام تمامًا.  في بداية الحياة الجامعية وبعد أن تختار التخصص وتطّلع على الخطة الدراسيّة حين تبدأ الفصل الأول هل تشغل بالك بمادة في الفصل الثالث؟ أو تدرس لمادة في الفصل الخامس؟ طبعًا لا ولكنك تدرس مواد الفصل الأول بجدٍّ وتفهمها حتى تتهيأ وتستعد للفصل الثاني والثالث وما بعدهما من فصول حتى تتخرج. لأنك تعلم أن أسئلة الامتحان لا يمكن أن تأتي من موادٍ لم تدرسها وفصول لم تبلغها بعد!  وكذا الحياة على اتّساعها لن تُدرك شيئًا قبل أوانه فلا تشغل بالك بأمورٍ يكفي فيها العمل والتوكل لا تستعجل ولا تجعل خوفك من المستقبل ينسيك عيش الحاضر، ولا تندم على شيء قد مضى ولا يمكن أن يتغيّر.  فلو عدنا لمثال الجامعة فإنك في كلّ فصل تزداد معرفة مع...

أيّامٌ قلائل .. والموعد الجنّة!

صورة
  مرّ وقت طويل.. لا شيء فيه يُذكر. أو ربما نسيت أن أعيشه! ولكني عدت لأكتب لأن الهواء عاد إلى رئتيّ اليوم، وأنا أنظر للسماء تحديدًا، كنت أحدّث نفسي حديثًا يسلّيها ويذكّرها.  إن السماء فسيحة ورَحبة ولا نملك إلّا أن ننظر إليها في كلّ مرة تضيق بنا الأرض بوسعها، وتأملت طويلًا حتى أدركت أن السرّ ليس في السماء ولكن فيما فوق السماء وفوق الفضاء وفوق كلّ ما ندرك ونرى. ونحن ندرك ذلك جميعًا ولكننا نغفل عنه أحيانًا. وليتّضح المقال بالمثال، ما تراك تفعل إن رأيت شخصًا تُحبه وتشتاق إليه؟ أو مررت بمكانٍ أو بيتٍ قديم تحنّ إليه؟ ألن تُطيل النظر إليه والتأمل فيه؟ وبرأيي هذا يفسّر نظرنا للسماء؛ لأننا نحنّ لما فوق السماء ولربّ السماء!  كأن أرواحنا تحنّ للجنة وتتوق لربّ الجنة! كل ما نملك اليوم ونرى في هذه السماء الفسيحة والأرض الواسعة ماهي إلّا الحياة الدُنيا (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)! وعلى هذا السياق أتذكر أيضًا آية تستوقفني كثيرًا، قوله سبحانه وتعالى: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ ...

-

صورة
  " أتفهّم   شعورك   الغامض   بالبقاء   وحيدًا   كل   هذه   المدّة،   وأتقبل   إصرارك   على   الانغلاق   والانعزال   عن   العالم   أجمع،   ولكن   أتدري   ما   يكلّفك   هذا؟ أتدري   ما   الّذي   تدفعه   نفسك   مقابل   هذه   العُزلة؟   إنك   تحمّل   نفسك   فوق   طاقتها،   وتراكم   بداخلك   الكثير   من   المشاعر   والأحاسيس   حتى   تكاد   تفيض   من   عينيك،   إنك   تقتل   نفسك   شيئًا   فشيئًا   دون أن   تدرك . أنت   بحاجة   للبشر،   بحاجة   للحديث،   بحاجة   للإفصاح   عمّا   بداخلك،   تحتاج   لأن   تُفرّغ   شيئًا   من   هذه   التراكمات   الّتي   تقتل   ابتسامتك،   تحتاج لقلبٍ   ينصت   لك   ويرأف   بحالك،   اخرج   من...

قلقُ الأيام

صورة
  تحدّق   في   الفراغ   أمامك،   تسمع   دقّات   الساعة   تتزامن   مع   نبضات   قلبك،   تحاول   ترتيب   الأفكار   في   عقلك   واحدةً   تلوَ   الأخرى،   تشعر   كأنك   تقف في   هذا   المكان   منذ   زمن،   الجميع   يسير   للأمام   وأنت   تقف   على   عتبة   أفكارك   منذ   وقتٍ   طويل،   ما   الّذي   أوصلك   لهذا   المكان؟   ولماذا   أنت   تسير   في  هذا   الطريق   أصلًا؟   نسيت   كلّ   شيء   كأنك   فقدت   الماضي   والحاضر   من   ذاكرتك   وها   أنت   ذا   عالق   في   المستقبل !  تكاد   تنفجر   من   التفكير؛   كيف  علقت   هناك   وأنتَ   لم   تصل   بعد !  ليست   هذه   المرة   الأولى   الّتي   يلته...

غربةٌ مفاجئة

صورة
  بُحّ   صوتي،   وتلألأت   عيني،   في   ليلةٍ   قبضت  قلبي   وسلبت   من   روحي   روحي .  رأيتك   صورةً   كالسراب   وما   إن   استيقظت   حتى   انمحت   من   مخيلتي   تمامًا؛   كأنها   تنقذني   من   الغرق   في   ذكرياتٍ   لن   تعود،   كأنها   تضمّد   جراح  قلبي   المتهالك   وتعيد   الاتزان   لروحي   الذابلة .  لا   زلت   أنتظرك   على   الرصيف   وأراقب   هاتفي   كل   دقيقة   في   انتظار   إشعار   منك،   لازلت   أفطر   في   المقهى   الّذي   اعتدنا   الإفطار   فيه   معًا   وكالعادة أسبقك   أنا   وأطلب   قهوتك   المفضلة   وأقسم   الشطيرة   نصفًا   لي   ونصفًا   لك   وأسرَحُ   في   الناس   بعيني   وفيك   بق...

طريقٌ طويل؟

صورة
  وأنت   تسير   في   طريق   الحُلم   الطويل،   ذاك   الطريق   الّذي   لا   ترى   نهايته   ولا   تعرف   خفاياه،   ذاك   الطريق   المليء   بالعقبات   والمحفوف   بالتحديات، تسقط   أحيانًا   وتعود،   ثم   تسقط   مرة   أخرى   وتكاد   تستسلم،   تفرح   وتبتهج   وتندفع،   ثم   تعود   وتتكاسل   وربما   تيأس   وتتخاذل،   أيامٌ   تمرّ   خفيفةً مبهجة   لطيفة   وأخرى   ثقيلةً   مليئة   وعجيبة . أيًّا   يكن   ومهما   يحدث   إيّاك   أن   تتوقف،   إيّاك   أن   تستلم،   إيّاك   أن   تيأس . نهايةُ   الطريق   تنتظر،   فإن   أنت   توقفت   من   يُكمل؟   وإن   استسلمت   من   يصل؟   وإن   أصابك   اليأسُ   فمن   يزرع   الأمل؟   تذكر ...