غربةٌ مفاجئة
بُحّ صوتي، وتلألأت عيني، في ليلةٍ قبضت قلبي وسلبت
من روحي روحي.
رأيتك صورةً كالسراب وما إن استيقظت حتى انمحت من
مخيلتي تمامًا؛ كأنها تنقذني من الغرق في ذكرياتٍ لن تعود،
كأنها تضمّد جراح قلبي المتهالك وتعيد الاتزان لروحي
الذابلة.
لا زلت أنتظرك على الرصيف وأراقب هاتفي كل دقيقة
في انتظار إشعار منك، لازلت أفطر في المقهى الّذي
اعتدنا الإفطار فيه معًا وكالعادةأسبقك أنا وأطلب قهوتك
المفضلة وأقسم الشطيرة نصفًا لي ونصفًا لك وأسرَحُ في
الناس بعيني وفيك بقلبي حتى تأتي، ولكنك الآن لا تأتي
مرّ أسبوعان وكوبُ القهوة لا يُشرب ونصف الشطيرة لا يؤكل
وعيني تفتش عنك وقلبي يترقبك ولكنك لا تظهر.
شعورٌ ينخر أعماقي كل يوم أعمق فأعمق حتى بات
مستحيلًا إخراجه أو وصفه، فكم هو مؤلم أن أسير وحدي
بعد أن اعتدت السير معك، وأن يسألني الناس عنك فأصمت
حتى تصل لهم الإجابة، وأن أتماسك كل ما سمعت اسمك
وأقف بصلابة.
أتأمل كثيرًا في ارتباطنا ببعضنا لهذا الحد!
كيف أصبحنا روحًا في جسدين، كل من يراني الآن
يراني ناقصة، ذراعي مفقود وكتفيمرتخيٍ وروحي مائلة!
نصفٌ مني انتهى! انتهائًا بلا عودة.
أنظُر للخلف دائمًا على أمل أن أرآك أو أرى طيفك على الأقل،
أفكر فيك كثيرًا قبل النوم لعلّك تمرّ وتؤنسني في الحلم ولكني
لا أجدك واقعًا ولا خيالًا، ذهبت ذهابًا لا حيلة لي فيه.
أنا الآن في غربةٍ لا يحتضنها إلا لقاء الجنة.
تعليقات
إرسال تعليق