-

 





"أتفهّم شعورك الغامض بالبقاء وحيدًا كل هذه المدّة، 

وأتقبل إصرارك على الانغلاق والانعزال عن العالم أجمع، 

ولكن أتدري ما يكلّفك هذا؟أتدري ما الّذي تدفعه نفسك

 مقابل هذه العُزلة؟ 

إنك تحمّل نفسك فوق طاقتها، وتراكم بداخلك الكثير من 

المشاعر والأحاسيس حتى تكاد تفيض من عينيك، إنك 

تقتل نفسك شيئًا فشيئًا دونأن تدرك.

أنت بحاجة للبشر، بحاجة للحديث، بحاجة للإفصاح

 عمّا بداخلك، تحتاج لأن تُفرّغ شيئًا من هذه التراكمات 

الّتي تقتل ابتسامتك، تحتاجلقلبٍ ينصت لك ويرأف بحالك، 

اخرج من عالمك أرجوك، فهناك الكثير بانتظارك." 


كان هذا جزءًا من رسالتها الّتي اجتاحت وحدتي 

في وقتٍ مضى، لا عجب في أني كنت وحيدًا ولكن الأعجب

 أن رسائلها لم تكن تتوقف أبدًا،رغم أني لم أكن ألقي لها بالًا 

إلّا أنها تُصرّ على أن تكتب لي في كل مرة

كنت أعرف ما تحاول إخراجي منه ولكني مصرٌّ على البقاء

 في مكاني، هي لا تدرك حجم الألم الذي مررت به ولا تعرف 

سبب انعزالي هذا،فلماذا تحاول؟ ولماذا تكتب لي باستمرار؟ 

سئمت الوحدة وسئمت محاولاتها أيضًا، كأن إصرارها

 يدفعني للبقاء منعزلًا لوقت أطول لا العكس،حتى وصلتني 

هذه الرسالة، وكانت في ذات اليوم الّذي كتبت فيه إليها، 

سردت لها كلّ مشاعري تجاه رسائلها، كأن كلماتها هذه  

تحديدًا سحبتني بشدّة من قاع البئر الّذي دُفنت فيه لعدّة

 أشهر، كلماتها كانت تنقذني دون أن أشعر، ومن بعدها

 خرجت للنور شيئًا فشيئًا حتىعُدت للحياة من جديد

كانت محاولاتها صغيرة ولكنها مستمرّة؛

 لم تتركني أبدًا أبدا، وهذا ما ساعدني

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تعلمتِ ماذا؟

اعقلها وتوكل