اعقلها وتوكل
تعلّمت أشياء كثيرة وإن كنت متيقّنة من شيء واحد فهو أن الأشياء لا تأتي لمن يفكر فيها ويشغل باله بها، والحياة لا تجاري من يقلق بشأنها أبدا، فهي ستسير كما أراد الله لها لا محاله ولا يمكن أن تُغيّر اتجاهها أبدا.
فلن تحصل على شيء قبل أوانه ولن يقدّم قلقك شيئًا أو يؤخره.
بالمثال يتّضح المقال، وقد خطر على بالي مثالٌ رأيت أنه يمثّل مقصد الكلام تمامًا.
في بداية الحياة الجامعية وبعد أن تختار التخصص وتطّلع على الخطة الدراسيّة حين تبدأ الفصل الأول هل تشغل بالك بمادة في الفصل الثالث؟ أو تدرس لمادة في الفصل الخامس؟ طبعًا لا ولكنك تدرس مواد الفصل الأول بجدٍّ وتفهمها حتى تتهيأ وتستعد للفصل الثاني والثالث وما بعدهما من فصول حتى تتخرج.
لأنك تعلم أن أسئلة الامتحان لا يمكن أن تأتي من موادٍ لم تدرسها وفصول لم تبلغها بعد!
وكذا الحياة على اتّساعها لن تُدرك شيئًا قبل أوانه فلا تشغل بالك بأمورٍ يكفي فيها العمل والتوكل لا تستعجل ولا تجعل خوفك من المستقبل ينسيك عيش الحاضر، ولا تندم على شيء قد مضى ولا يمكن أن يتغيّر.
فلو عدنا لمثال الجامعة فإنك في كلّ فصل تزداد معرفة مع مراجعة ما سبق وبناء معلوماتٍ جديدةٍ عليه، ولكنك لا تقف عند فصل واحد أبدا، وكذا الحياة فإنك تتعلّم من الماضي وتستمد منه دروسًا للحاضر والمستقبل ولكن احذر أن تقف على عتبة خطأٍ أو موقف قد مضى فإنك لن تستطيع تغييره أبدًا وإنه لمصيبة أن تعجز عن التغير والتقدم معًا !
اعمل واجتهد ولا تنسى أن تستشعر كلّ مرحلة من حياتك مهما كانت صعبة أو عسيرة، هي أيّام وستمضي وتتغير فالحياة تدور وتتقلب ولا شيء يدوم أبدًا ولن يفيدك التعلّق بما مضى ولا القلق مما هو آتٍ.
لا تقارن حياتك بحياة غيرك فنقطة النهاية عند صديقك قد تكون هي نقطة البداية عندك، ونقاط ضعفك قد تكون نقاط قوته وهكذا، فلكلٍ منّا طريق ولكل منّا سبيل، وكلٌ ميسّر لما خُلق له والله لا يكلّف نفسًا إلّا وسعها، مهما تملّكك شعور الضياع والسير للمجهول تذكر أن تعمل وتبذل فقط ثم توكل على الله وامضي دون قلق!
تعليقات
إرسال تعليق