قلقُ الأيام
تحدّق في الفراغ أمامك، تسمع دقّات الساعة تتزامن مع
نبضات قلبك، تحاول ترتيب الأفكار في عقلك واحدةً تلوَ الأخرى،
تشعر كأنك تقف في هذا المكان منذ زمن، الجميع يسير
للأمام وأنت تقف على عتبة أفكارك منذ وقتٍ طويل،
ما الّذي أوصلك لهذا المكان؟ ولماذا أنت تسير في هذا
الطريق أصلًا؟ نسيت كلّ شيء كأنك فقدت الماضي والحاضر
من ذاكرتك وها أنت ذا عالق في المستقبل! تكاد تنفجر من
التفكير؛ كيف علقت هناك وأنتَ لم تصل بعد!
ليست هذه المرة الأولى الّتي يلتهمك المستقبل فيها ولكنك
نجوت هذه المرّة بأعجوبة، تحركت على صوت نبضاتك
المتسارعة، نظرت حولك لاتزال هنا في غرفتك وعلى مكتبك
وبين كلّ أعمالك، تنظر إلى الساعة على الحائط لا زالت
تسير ببطء كعادتها المملة، تأخذ نفسًا عميقًا وتشرب كوب الماء
دفعة واحدة وكأنك تحاول التأكد من أنك عدت إلى مكانك،
تأخذ أوراقك وتخرج من الغرفة، البقاء وحيدًا لا يفيدك بشيء،
كلما اختليت بنفسك خطفَتك أفكارك وعدت لذلك الحلم المزعج
مرة أخرى.
تعتريك رغبةٌ بالبقاء وحيدًا ولكنك في الوقت ذاته تريد
مخالطة الناس حتى تنشغل عن التفكير، ستفعل كل شيءٍ
وأي شيء المهم أن لا تختلي بنفسك وأفكارك، وهذا لم يحدث
إلّا من فترة قريبة فلطالما أحببت الجلوس وحيدًا لبعض الوقت
لتصفّي ذهنك وترتب أفكارك، أما الآن ودون أن تدرك السبب،
فقد اختلف كلّ شيء؛ أصبحت أفكارك ثقيلةً جدًا وأصبحت
في حالة هربٍ دائمةٍ منها، تبدو في حالةٍ قلقٍ غريبة وكأن الأيام
تصارعك وأنتَ تصارعها لا هي هزمتك ولا أنت هزمتها.
تعليقات
إرسال تعليق