تحرّك!

 

كل الأشياء تتغير مع مرور الوقت إلا أنت، باقيٍ على حالك، الناس تذهب وتعود والدنيا تدور والحياة                 تتقلب بين كل الأمور، وأنت واقفٌ في مكانك ذاته منذ زمن بعيد، تحاول الحراك ولكن لا فائدة محاولاتك            دائمًا فاشلة، باقي على عهودك القديمة ومتمسك بروحك الهزيلة، تنتظر من الفرص أن تأتي إليك وتنقذك             من حالك المتهالك، تنتظر من أحبابك أن يعودوا إليك ويلملموا أشتاتك، تنتظر طويلًا في نفس المكان، وبعد مرور سنواتٍ عديدة تكتشف أنك أضعت عمرك في الانتظار، فلا الفرص جاءت إليك ولا أحبابك أخذوك إليها. 

تقرر أخيرًا أن تخطو الخطوة الأولى؛ فإذا بها حياتك تنقلب! خطوةٌ أخرى؛ وانقلاب آخر! تحس خوفٌ شديد يعتريك وضعفٌ يغطيك وجهل يحيط بك ولا أحد يحتويك، هذا ما يحدث خارج دائرة الراحة التي حاصرت نفسك فيها لسنواتٍ عديدة، إلا أنك تتأرجح بين أزقة الحياة وتقلباتها ومنعطفاتها المفاجئة بمتعة مباغتة لتخرج من حياتك البائسة لحياةٍ أكثر إثارة؛ لترى الكون برؤيةٍ جديدة وتسعى بروحٍ مختلفة لتصل إلى أشياء متفرّدة وأحلامٍ متألقة وأيامٍ مشرقة. 

كل ما عليك فعله هو خطو الخطوةِ الأولى، لا تبقى في مكانك، تحرّك.