السبب هو أنت!
السلام عليك أيها البعيد الغائب، السلام على روحك وعينيك، السلام عليك كلّك، رغم الوجع الّذي حفرته بداخلي ورغم الشتات الذي رميتني فيه ها أنا ألقي عليك السلام مجددًا، لا أطلب عودتك ولا أشكو فقدك، إنما أدس سمك فيك، فلا أحد يستحق أن يسمع أو يقرأعن ما فعلته بروحي سواك، خُذ مرّ الحروف أنت أما حلوها فتركته لغيرك.
قد كنتَ في زمنٍ مضى الشخص الوحيد الّذي لملم أشتاتي وجبَر كسر قلبي ثم حفّني بأمانٍ لم أتوقع وجوده حتى، واليوم أنت الشخص الّذي أفلت يدي على حافة الجبل حتى وقعت ولم يكتفي بهذا بل رماني بالصخر حتى نَزفت، ثم أدار ظهره ومضى حتىاختفى عني تمامًا، وتركني محطمة ومتبعثرة.
انتظرت طويلًا ثم جمعت نفسي بنفسي وتماسكت حتى استطعت أن أمضي لحيث لا أعلم، أمضي على نفس الطريق لوحدي لا أحد يمسك بيدي ولا أحد يربت على كتفي ولا أحد يطبطب على جرحي، وكل ما تألمت التفت؛ لأنني اعتدت وجودك هنا، ولكن سرعان ما أدرك أنك خذلتني.
لم يكن أمرًا سهلًا وسأعترف بهذا، كان قاسيًا جدًا بل وحادًا أيضًا كلّما هممت بالتحرّك آلمني، أخذ من روحي الكثير واستنزف من طاقتي، كنت أبني نفسي بنفسي ثم جئت أنت وأمسكت بيدي وساعدتني ثم فجأةً هدمتني، هدمتني كلّي حتى ما بنيته أنا بنفسي هدمته أنت، أعدتني للصفر مرةً أخرى ولن أغفر لك هذا أبدا.
لعلّك تتسأل لماذا أكتب لك الآن وبعد مرور كل هذا الوقت؟ أو ربما أنت متفاجئ من أني لم أنسى بعد! لا أنا لا أنسى أبدًا وأكتب لك لأقول بأني وصلت لنهاية الطريق الّذي بدأناه سويًا وانتصفناه ثم أعدتني أنت لبدايته، سلكته مجددًا ووصلت للمنتصف -للنقطة الّتي تركتني عندها تحديدًا- واجتزتها بكلّ قوة، مررت بالكثير ولم أسمح لأحدٍ أن يمسك يدي حتى عندما احتجت، سقطت مرات عديدة وتألمت ولكن لم أستطع السماح لأحدٍ بأن يشاركني الطريق خوفًا من أن يعيدني لبدايته كما فعلت أنت.
والآن ها أنا ذا أقف على نهاية الطريق وفي قمّة الجبل، نجحت وفعلتها، لم أحتج لأحد، كنت أنا وحدي فقط، حتى أني لم أجد أحدًا يشاركني الفرحة، والسبب هو أنت.
تعليقات
إرسال تعليق