أيّامٌ قلائل .. والموعد الجنّة!

مرّ وقت طويل.. لا شيء فيه يُذكر. أو ربما نسيت أن أعيشه! ولكني عدت لأكتب لأن الهواء عاد إلى رئتيّ اليوم، وأنا أنظر للسماء تحديدًا، كنت أحدّث نفسي حديثًا يسلّيها ويذكّرها. إن السماء فسيحة ورَحبة ولا نملك إلّا أن ننظر إليها في كلّ مرة تضيق بنا الأرض بوسعها، وتأملت طويلًا حتى أدركت أن السرّ ليس في السماء ولكن فيما فوق السماء وفوق الفضاء وفوق كلّ ما ندرك ونرى. ونحن ندرك ذلك جميعًا ولكننا نغفل عنه أحيانًا. وليتّضح المقال بالمثال، ما تراك تفعل إن رأيت شخصًا تُحبه وتشتاق إليه؟ أو مررت بمكانٍ أو بيتٍ قديم تحنّ إليه؟ ألن تُطيل النظر إليه والتأمل فيه؟ وبرأيي هذا يفسّر نظرنا للسماء؛ لأننا نحنّ لما فوق السماء ولربّ السماء! كأن أرواحنا تحنّ للجنة وتتوق لربّ الجنة! كل ما نملك اليوم ونرى في هذه السماء الفسيحة والأرض الواسعة ماهي إلّا الحياة الدُنيا (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)! وعلى هذا السياق أتذكر أيضًا آية تستوقفني كثيرًا، قوله سبحانه وتعالى: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ ...